موقع الكتابة الأنيقة

يقدم موقع الكتابة الأنيقة حوارات مع كتاب موهوبين، ومقالات لمناقشة الأدب والقضايات التي تهمنا، ومراجعات روايات، مع تقديم إعلانات للأعمال الأدبية وإصدارات الكتاب المهوبين

هل نجد في نوادي الكتاب مناقشات مفيدة

هل نجد في نوادي الكتاب مناقشات مفيدة

هل نجد في نوادي الكتاب مناقشات مفيدة

القراءة ومجموعات القراءة

عادة يكون الدخول في مجموعة للقراءة بهدف التحفيز الذاتي، وإيجاد من نشاركهم أفكارنا حول كتاب بعينه. من أجل تنوع الآراء وتبادل المعرفة والأفكار. مما يزيد التفاعل ويعطي فرصة لكل طرف من التعبير عن نفسه لإفادتهم والإستفادة من الآخرين.

ولكن في أحيان أخرى لا يكون الأمر كذلك، وعن تجربة لم أجد ذلك التنوع الفكري. ولا تنوع الآراء الذي توقعته، حيث وجدت في تجاربي التي لا أعممها، تأليه لبعض الكتّاب، وتكرار لنفس الكلام من كل المشاركين، مما دفعني للسؤال هل نحن هنا لتبادل أفكارنا. أم لاجترار ما يكتب في المواقع الأدبية من تمجيد لهؤلاء الكتّاب.

لا أخفي أني طالما كرهت مجموعات القراءة بعد ذلك، وقد حاولت التأقلم معها أكثر من مرة ولكني دوما أجد مشاكل في تقبل الكتب التي يتم اختيارها، لأن البعض يقرأ ليقرأ. أما أنا فلدي غاية أبحث عنها ولا أضيع وقتي في قراءة كتاب لن يضيف لي شيئا..

أذكر أكثر من مرة حين انظممت لمجموعة قراءة؛ لأجد نفسي بعد أيام قليلة أنسحب في صمت، لأني لم أعتد على قراءة كتاب لا يناسب ذوقي، وفي بعض المجموعات عليك تقبل رأي الأغلبية، وفي اعتقادي هذا الأمر غير مجدي.

في مجموعة أخرى وجدت الأمر خاضع للمساواة، حيث كان علينا قراءة كتاب من اقتراح كل فرد مرة، ليكون هناك تنوع، ولكني كذلك وجدت الأمر لا يستحق الجهد، فبعد تحملي لأول كتاب وقد كان كتاب تنمية ذاتية يحمل حشو عقدي لا يحتمل، وجدت الكتاب الثاني في نفس السياق حيث كان من بين الكتب الشهيرة وقتها، لمن يسمون رواد التنمية البشرية، وهذا الشخص بالتحديد رأيي في كتبه أنا من الأقل قيمة معرفيا وحتى لغويا، لذلك لم أكمل أسبوعا وانسحبت في صمت..

والأمر يتلق بمحتويات الكتب والأفكار، وليس في فكرة مجموعة القراءة. فكما أشرت من قبل، أنا أقرأ لأضيف شيئا لنفسي، من باب اللغة أو المعرفة، ولن أضيع وقتي في قراءة نص ضعيف، أو بعيد عن اهتماماتي فقط لأرضي مجموعة القراءة، وأدخل في نقاش مفروض علي. لأجد نفسي وحدي أنتقد كل صغيرة وكبيرة، بينما الآخرون يعيدون نفس الكلام المحفوظ عن عظمة الكاتب وتفرده التي لا أراها في كتابه..

وأخيرا صلت لفكرة أن مجموعات القراءة لا تناسبني، وقد تناسب غيري

هل قراءة كتاب أكثر مرة أفضل من قراءة عدة كتب؟

الجواب متعلق بهدفك من القراءة، بكل تأكيد القراءة الأولى ليست سوى اكتشافا للكتاب، وأخذ نظرة عامة حوله. ولكن القراءة كذلك خاضعة لأهداف القارئ، فلو كان الهدف هو تحصيل المعلومات. فالقراءة المتأنية تفي بالغرض، ولست بحاجة لقراءة الكتاب مرتين لتحصيل معلوماته، بل يكفي التمعن جيدا وكتابة ملاحظاتك، وأخذ وقت في تحليل الكتاب من أول مرة، وستخرج بكل ما فيه.

لكن حين تكون القراءة بغرض تحصيل مفاهيم جديدة أو لغة، فهنا من المفضل قراءة الكتاب أكثر من مرة بتمعّن، بل ويجب تسجيل رؤوس أقلام لكل الأفكار التي تثير اهتمامك، وعند القراءة الأولى ستخرج بالكثير من المفاهيم التي عليك التفكير فيها والبحث فيها جيدا، ثم تباشر بعدها قراءة الكتاب مرت ثانية. لتجد نفسك تكتشف مفاهيم أكثر أهمية ربما مما انتبهت له في أول قراءة.
عادة الكتب الفكرية بشكل عام تحتاج قراءة متأنية لأكثر من مرة لتتحصل على معرفة جيدة منها.

ولكن هذا لا ينفي أن الإنسان بكل تأكيد ينسى، فلا تتوقع أنك لو قرأت الكتاب عدة مرات ستنجوا من النسيان، فعادة غالبية المعلومات التي لا نستخدمها ولا نحتاج لها في الحياة تنسى،
بعض هذه المعلومات نستعيدها بمجرد التفكير في الموضوع، والبعض الآخر ينسى تماما… لهذا تكون الملاحظات ورؤوس الأقلام التي سجلتها مفيدة…

أما من يقرأ للمتعة فهو لن يحتاج ليسأل. فقرّاء الروايات عادة لا يهدفون إلا للتسلية والتشويق، الشيء الذي يزول بعد القراءة الأولى، حيث تكون إعادة قراءة أغلب الأعمال التجارية لا تعطي تلك المتعة التي وجدتها في أول مرة، لأنك في البداية كنت تبحث عن طرف الخيط، وتمشي في طريق التشويق والغموض الذي رسمه الكاتب. أما وقت أنهيت القراءة الأولى تكون على دراية بكل شيء، وتصبح القراءة الثانية وما بعدها فقط زائدة، أو ربما لفهم تقنيات الكتابة أو لإعجابك بالعمل ورغبتك في إعادته رغم معرفتك بكل شيء يخص الحبكة وما يدور في الرواية من صراع وحلول.

في المجمل
إذا كان غرضك تنوعيع المعارف، والإطلاع على مفاهيم كثيرة، هنا تكون قراءة أكثر من كتاب أمرا مفضلا.

والأمر في النهاية خاضع لتجربة كل منا، فلا يوجد حواب صحيح على الأسئلة.

إدعمنا بمشاركة المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *