رأي في رواية أُبابة للكاتبة حنان أحمد
هي رواية خيالية ، تقدم فيها الكاتبة صراعا يغلب عليه العاطفة، تبدأ الحكاية بتهجير البطلة وأسرتها من موطنهم لتخوض مغامرة مليئة بالتحديات العاطفية والنفسية من أجل تحقيق نبوءة تخليص المجنحين من اللعنة.
وأذكر بأني أكتب رأيا شخصيا لا أكثر
رأي العام في الرواية
خلاصة القول، أعجبتني الرواية، وكونها عمل لكاتب في بداياته أراها ممتازة، فقد استطاعت الكاتبة تقديم عمل جيد، وقامت بتوزيع الأحداث بشكل ذكي، وتحديد حبكة رئيسية تتضمن حبكات ثانوية لإبقاء القارئ مترقبا لما سيحدث لاحقا.
بشكل عام أرى الرواية موفقة للغاية ومكتوبة بتكنيك جيد جدا.
ربما لدي بعض التحفظات حول طبيعة الصراع ولحظة الذروة وما إلى ذلك.. ولكن نحن هنا نقيم رواية لكاتب جديد، ولا يمكن تحميله كل شيء
لذلك أرى العمل جيدا جدا كبداية، ونقاط الضعف التي أراها؛ بعضها مجرد تفضيل شخصي قد لا يتفق معي فيه أحد، وبعضها نقاط يسهل على الكاتبة تطويرها مستقبلا، لأني أعتقد أن من يجيد بناء رواية بهذا الشكل الجيد، يستطيع تجاوز الأخطاء ونقاط الضعف التي يقع فيها بسهولة.
السرد ما له وما عليه
كان السرد مقاليا بدرجة كبيرة، حيث اهتمت الكاتبة بتقديم الأحداث والسير في خط زمني متدرج للوصول لنهاية الحدث، مما جعلها تهمل عدة جوانب من بينها التعمق في وصف الأماكن والشخصيات ومشاعرها. حيث اكتفت على سبيل المثال؛ بإخبارنا بأن الشخصية حزينة أو خائفة دون تصوير معمق لهذا الحزن، وكنت أفضل لو أن الكاتبة لجأت في مشاهد عديدة للسرد الوصفي لتصور الشخصيات وهي تعمل-تقوم بدورها في إطار درامي تعبر فيه عما يدور في بال الشخصيات. وتعرفنا بشكل أكبر وأعمق على الأماكن وتأثيرها على الشخصيات والأحداث.
رسالة الرواية
من الصعب الحديث عن رسالة محددة كون الرواية خيالية بها جوانب كثيرة، ولكن من الواضح أن الكاتبة كانت تهدف لتقديم موقف أخلاقي ضد ارتكاب الممنوع، الذي صورته لنا في الرواية بمثال السحر.
إضافة إلى تضمين العقيدة في جوانب من الحوار أو السرد، وربما أنا واحد ممن يفضلون الإبتعاد الموعظة المباشرة، والإكتفاء بتقديم حبكة جيدة ونص مثير أكثر من العاطفة والموعظة المباشرة.
جوانب لم ترق لي في الرواية
في هذا الجانب لا يوجد صواب وخطأ، بل هو مجرد تفضيل شخصي..
حيث أرى أن الكاتبة كانت تهتم بالشق العاطفي والعلاقات الإنسانية أكثر من اهتمامها بتقديم معارك بين أطراف النزاع. وكنت أفضل لو أن الرواية في نصفها الثاني وصلت للذروة من خلال معركة تقلب الموازين وتغير المواقف. وتطور الشخصيات بشكل جذري.
ولكن اختيار الكاتبة كان مختلفا كما ذكرت، حيت ركزت على الجانب الأخلاقي والعاطفي وركزت مواقف الشخصيات على التعاون في إطار رومنسي .
نصيحتي للكاتبة
أعتقد أن جميعنا يحتاج للنصح، لذلك أفضل عدم تقديم نصيحة، ولكن تجربتي والدروس التي تعلمتها من أخطائي يمكنني تقديمها لكم وللكاتبة ربما تكون مفيدة لأحد الكتاب.
بعد فترة من مراجعة الروايات التي كتبت، ومحاولة تحليلها توصلت لمجموعة أخطاء وقعت فيها وأرى الكثير من الكتاب مثلي يرتكبونها.
– أهمية الحوار
في أول رواية كتبتها كنت أجد نفسي حين أتعب من السرد وينضب خيالي ألجأ لكتابة حوار أمرر به الأحداث، حيث أن الحوار سهل ولا يتطلب لغة أو مهارات كبيرة. وهذا خطأ كبير كنت أقع فيه.
لكني تجاوزت بتطوير لغتي وتوسيع معجم مفرداتي
بالإضافة إلى ذلك أجد بعض الكتاب يبالغون في تقديم حوار غير مهم بداعي أنه واقعي ربما، ولو أردنا تحويل كل ماهو واقعي للرواية، سنجد أنفسنا نكتب حوارا من عشرين صفحة حين تتقابل شخصيتان، فنحن على أرض الواقع حين نقابل أي شخص نعرفه، نبقى عشر دقائق في مرحلة السلام المكرر..
لذلك على الكاتب مراجعة كل كلمة وحذف أي جزء غير مهم
فالغرض من الحوار هو تقديم إضافة، وهذه الإضافة إما تساعد على تطوّر الشخصية أو الأحداث، أو تقدم معلومة أو موقف جديد ينفع الرواية.
غضافة إلى ذلك تذكر أنك حين تكتب الحوار فأنت تخاطب القارئ، وهذا ما يفرض عليك تجنب عبارات حوارية مثل: هذه قصة طويلة سأحكيها لك لاحقا
في الحياة الحقيقة هذه جملة واقعية نسمعها كثيرا، ولكن في الرواية فهي غير مهمة وتعتبر حشوا، فهي لا تضيف ولا تنتقص من أحداث الرواية في شيء.
وغيرها الكثير من العبارات التي عليك حذفها،
تذكر فقط أن الحوار يخاطب القارئ، وكل ما ترى أن القارئ يعلمه، لا داعي لكتابته مجددا.. وكل ما تم شرحه أو الإشارة إليه في السرد، لا يجب إعادته في الحوار، إلا لو العمل يتطلب ذلك وهذا نادرا ما يحصل..
في النهاية استمتعت بقراءة الرواية وأتطلع لقراءة جديد الكاتبة
أتمنى للكاتبة التوفيق وأن تستمر في إبداعها
أتطلع إلى قراءة أعمالها
الكاتبة تمكنت من إبقاء القارئ متشوقًا لمعرفة مصير الشخصيات ونتائج التحديات التي تواجهها أتمنى للكاتبة المزيد من النجاح في مستقبلها الكتابي
أرى أن الكاتبة لديها موهبة كبيرة وأتطلع لقراءة المزيد من أعمالها في المستقبل