موقع الكتابة الأنيقة

يقدم موقع الكتابة الأنيقة حوارات مع كتاب موهوبين، ومقالات لمناقشة الأدب والقضايات التي تهمنا، ومراجعات روايات، مع تقديم إعلانات للأعمال الأدبية وإصدارات الكتاب المهوبين

حوار مع الكاتب محمود فكري من مصر

حوار مع الكاتب محمود فكري | إعداد وتقديم أ. سفيان ل

حوار مع الكاتب محمود فكري من مصر

 

 عرفنا بنفسك في سطور ؟

محمود فكري من مواليد محافظة السويس باختصار شديد، خضت أول تجربة حقيقية للكتابة منذ سنتين. وهي من نوعية روايات الفانتازيا والتى تحمل رسالة ومضمون .

 

متى يكون رأي القارئ مفيد، ومتى يكون غير مهم من وجهة نظرك؟

القارئ هو العامل الأساسى والمحرك لشغف الكاتب فى إيجاد أفكار جديدة، وتقبل الرأي البناء فى الأعمال المقدمة، أما هناك بعض الآراء تنقد نقد لاذع دون وجود مبرر أو طرح أسباب النقد. هي مجرد نقد من أجل النقد فقط، هؤلاء لا ألتفت لهم. أما من يقدم نقدا بناء ومبرر واضح؛ لنقد الفكرة أو الأسلوب ويوضع نقاط القوة والضعف. فذلك القارئ جوهرة ثمينة بالنسبة لأي كاتب وخاصة فى مرحلة البدايات.

 

مشكلة الكاتب برأيك هل هي في دور النشر، أم أن الوضع الأدبي ككل لا يساعد على الظهور؟

كنت أظن فى البداية أن المشكلة تنحصر على دور النشر. ولكن بعد تجربتين متتالين وجدت أنه قبل النشر وجب على الكاتب عمل قاعدة من القراء مهتمة بما ينشره، إستهداف فئة تهتم بنوعية الأعمال التي اشترهت هو أكبر عوامل النجاح.
دور النشر هي عامل مساعد للكاتب. ومن خلال تجارب أحد الكتاب الأصدقاء؛ نال النشر مع أحد دور الكبيرة ولم يحظى بالانتشار المطلوب برغم ما قدم له من دعم وتسويق، إذن فالمشكلة تكمن فيما أنت تقدمه. ولمن تقدمة فإذا كان كل متابعيّ من قراء الرعب وأنا أكتب دراما اجتماعية هنا تكون النتيجة غير مرضية للكاتب. إستهداف القراء أولا لنوعية كتاباتك ومع أننى ضد التنصيف ومن رأي أن الكاتب الناجح يكتب أي شئ فى أي وقت. ولكني أتحدث عن واقع الأمر من الناحية العملية والتجارية. فهناك دور نشر تختص بالفانتازيا والرعب فقط. لأنها تعلم ماهو المطلوب منها اتجاه القراء.
قبل التفكير فى خوض أول تجربة للنشر. إعرف أنك أمام مجازفة بجهودك ووقتك؛ وليس ماديا. ولا تتوقع أنك إذا نشرت بدار نشر كبرى سوف تنال الشهرة. فهذا خطأ كبير، وقليل جدا ونادرا ما يحدث فى الوسط الأدبى. فى وضع أصبح فيه عدد الكتاب أكثر فى من عدد القراء .

 

 حدثنا عن روايتك الأخيرة

روايتى الأخيرة هى ميتافيرس “العود الأبدي”. والتى تتحدث عن الواقع الافتراضي الجديد مع مزجها بمثيولوجيا تاريخية ونظريات. وتحمل رسالة وتحذير معين فى إطار الفانتازيا. والحمدلله أنها نالت إعجاب العديد من القراء والنقاد. وكانت ضمن قائمة الاكثر مبيعا بدار اسكرايب للنشر والتوزيع لعام .٢٠٢٣ وكانت صعوبة الرواية تكمن فى طرح عالم جديد والتنبأ بأحداث مستقبلية.

 

العالم الإفتراضي برأيك ما الذي أضاف لمشوارك وماذا أخذ منه؟

العالم الافتراضي لم يضف الكثير لي. ومع ذلك أصبح مقياس اختيار دور النشر الكبرى للكتاب. والذى أصبح يؤثر على حركة النشر والتسويق والتفاعل مع الجمهور، وقد طرحت سؤالا من قبل مضمونه بأنه جميع الكتاب مؤسسين الأدب العربى لم يحظوا بتجربة العالم الافتراضي وبالعكس نالوا انتشار وشهرة واسعة، لنسأل أنفسنا هل العيب فيما يقدم للقراء أم أن القارئ أصبح يلهث وراء الاسماء الرنانة على مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي؟
وخير دليل على ذلك أننا نجد كتاب تنمية ذاتيه لأحد مشاهير اليوتيوب من الأكثر مبيعا في معرض الكتاب ٢٠٢٣ . وهو ليس له صله بأى تنمية ذاتيه أو حتى لغه عربيه سليمة، بل كان مكتوبا بلغة عامية أشبه بلغة الشارع، فأصبح العالم الافتراضي يسيطر على عقول القراء والشهرة المزيفة .
أما ما أخذه العالم الافتراضي منى هو وقت وجهد تقديم نفسي للقراء. وكانت آخر رواياتى عن العالم الافتراضي الجديد “ميتافيرس” تتنبأ لما يحدث فى عقول الوافدين وتأثير من وعي وإدراك لهم .

 

بعد أكثر من تجربة لك في النشر الإلكتروني، ما الذي ينقص خدمات النشر الإلكتروني لتكون بديلة للنشر الورقي؟

لقد خضت تجرب النشر الالكتروني مرتين. ولكن يعيب التجربة عدم دعم الكاتب من الناحية التسويقية. وكذلك ليس هناك ضمان لحفظ الحقوق الملكية والأفكار. فمن السهل جدا أخذ الفكرة من أي كاتب آخر وتغيير معالم الفكرة وطرحها لنفسه على هيئة رواية جديدة وفكرة جديده، رأيت إنها تجربة مجهدة ومتعبة بدون أن تجنى منها أي ثمار. ولكن سوف تنشر أفكارا هباءا دون جدوى .

 

المسابقات الأدبية هل تعتبر مقياسا للكاتب ليعرف مستواه، أم أنها خاضعة للأهواء الشخصية ولا يجب أخذ نتائجها بجدية؟

المسابقات الأدبية مهمة ومفيده ومحفزة لمسيرة أي كاتب. ووسيلة من وسائل الدعم المعنوي. وليس كل المسابقات تكون على حسب الأهواء فهناك مسابقات أبرزت كتاب صاعدين. وأظهرتهم دون النظر لعدد المتابعين أو القراء. ولكن يجب التحري قبل التقديم فى مسابقة أدبية .

 

لو أردنا الحديث في المثاليات، برأيك ماهي مواصفات دار النشر المثالية التي ستسعدك ككاتب؟

نتحدث فى العموم ولا نخص دور نشر بعينها. أصبح مجال النشر ذا عامل ربحى بالأساس. حتى دور النشر المجاني التى تنشر للكتاب يتم اختيار الأعمال الأدبية على أساس عدد المتابعين. فالكل يريد الربح إذن فلماذا انشر دون ربح. تغيرت مفاهيم الثقافة العربية وكذلك تغير معها عقول القراء. قلما ما تجد دور نشر تسعى من أجل الثقافة وابراز موهوبين جدد على الساحة الأدبية، ليس عيبا أن يكون هناك هدف ربحى، ولكن العيب فيما يقدم من أدب للقراء مقابل الربح دون النظر للكيف والقيمة. من الصعب أن تجد دور نشر تدعم، وفى ذات الوقت تسوق جيدا وكذلك تنمى مهارات الكاتب وتدعمه. فلا بأس إذا قدم أحد الكتاب الصاعدين فكرة جديدة ولكنها تحتاج إلى تنقيح وتعديل على الأسلوب أن تدعمه أدبيا. وتعمل على تحديث مهاراتة وتكسب كاتب جديد فى صفها. لم نرى على الساحة دور نشر تقوم بعمل ورش كتابة مجانية لصالح كتابها، ومن السهل أن يتطوع أحد الكتاب الكبار فى الدار لدعم الصاعدين وقراءة أعمالهم ومناقشتهم. هنا مدرسة الأدب الصحيحة والداعمة. لكن مع الأسف أصبحت دور النشر الكبيرة تحتكر كبار الكتاب ومع نسبه صغيرة من كتاب ذات سيط على السوشيال لضمان الربح. وفى جميع الأحوال الخاسر الوحيد هو القارئ والكاتب الصاعد .

 

أخيرا لك كامل الحرية لو أحببت طرح فكرة أو إضافة نقطة تخص الأدب والأدباء تثير اهتمامك

نقطة تخص الأدب : معظم الأدباء والكتاب الصاعدين على الساحة تعرف بعض جيدا عبر السوشيال، ونكتفى بالتفاعل لبعضنا البعض. أتمنى أن نتلاقى على جروب حقيقى نتبادل أعمالنا ونتناقش ونتحدث عن الأدب والأعمال المقدمة. ونقدم  نقدا بناءا كلنا يفيد الآخر في تجاربه. وهنا يحدث تلاقى فكري وثقافى. وأتمنى يتبنى الفكرة جروب مساحة أدب فهو قادر على فعل ذلك .

إدعمنا بمشاركة المقال

5 thoughts on “حوار مع الكاتب محمود فكري | إعداد وتقديم أ. سفيان ل

  1. حوار ممتع ومفيد جدا من كاتب صاعد له مستقبل باهر
    أكثر ما يميز الكاتب المبدع أنه تقبل النقد على تجربة الاولى في الكتابة بصدر رحب واستفاد من النقد في بناء رواية جديدة جيدة
    تحياتي لكم
    بالتوفيق للجميع أن شاء الله

  2. كاتب صاعد له مستقبل في عالم الكتابة
    استغل نقد التجربة الأولى في جعل التجربة التانية أفضل مع لمسة تميز في عالم الميتافيرس وجعل الرواية تكاد تكون أقرب لتتحقق في المستقبل

  3. مالجيا قصة رائعة و ميتافيرس واحدة من اعمق الروايات التي قرأتها في الفترة الأخيرة..
    بالتوفيق دائماً و اتمنى لك دوام النجاح و التوفيق
    ماجد صلاح

  4. أعجبني كيف يتحدث محمود فكري عن تحديات الكتابة والنشر. يظهر أنه لديه رؤية واضحة لما يحتاجه الكاتب لينجح. مقابلته كانت مثيرة للاهتمام.

  5. بالفعل، القراء الذين يقدمون نقدًا بناءً ومبررًا هم الأهم بالنسبة لأي كاتب. يجب على الكتاب أن يستمعوا إلى آراءهم ويعتبروها فرصة للتحسين والتطور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *