موقع الكتابة الأنيقة

يقدم موقع الكتابة الأنيقة حوارات مع كتاب موهوبين، ومقالات لمناقشة الأدب والقضايات التي تهمنا، ومراجعات روايات، مع تقديم إعلانات للأعمال الأدبية وإصدارات الكتاب المهوبين

الشهادات الإفتراضية ومشكلة المجموعات الأدبية

الشهادات الإفتراضية ومشكلة المجموعات الأدبية

الشهادات الإفتراضية ومشكلة المجموعات الأدبية

تمهيد

يعاني الوسط الأدبي الإلكتروني من مشكلة يختبئ فيها البعض خلف أسماء كبيرة وألقاب غريبة، في بيئة افتراضية متحررة من تلك السخافات، ويعملون على توزيع شهادات وأوسمة لا تمت للواقع بصلة. وبينما ينتقدها البعض، يتعامل البعض الآخر مع هذه الأمور بشكل مثير للإستغراب، ويرفض الكثيرون أصل هذه التفاهات المنتشرة في الوسط الأدبي الإلكتروني.

 

ماذا يحصل في المجموعات الأدبية؟

بدأت التعامل مع الوسط الأدبي الافتراضي من سنوات قليل بالضبط من 2016 حين عدت للكتابة بعد غياب طويل وكنت أريد نشر بعض ما كتبت. هذا كل شيء. لم أكن على علم بشيء، كنت عضوا في مجموعة أو اثنين أدخل لأنشر وأحيانا أتفاعل، تلك المجموعة كانت تنظم مسابقات لا تعجبني، فكانت تضع شروطا غريبة كثيرا ما تضحكني، كتكوين فرق لكتابة نص واحد أو تقديم شروط جد غريبة لفرضها على الكاتب، وكوني كنت ومازلت ارى الكتابة عمل فردي والإبداع لا يجب تقييده بشروط مبالغ فيها؛ لم يكنب يروقني كل ما اراه. لذلك كنت أكتفي بنشر ما أكتب في صمت، وأرى تعليقات مشجعة، لست أدري الآن بعدما فهمت إن كانت تعليقاتهم حقيقية أم مجرد مجاملة ليستمر وجودي معهم.

أو ربما أدري ولكني لا اريد الاعتراف

وفي سنة 2020 بدات أرى الغرائب. بداية لا يمكنني انتقاد المجاملات، لأنك حين تدير صفحة أو مجموعة أدبية لزام عليك مجاملة الجميع، في كل الأحوال؛ وعادة يكون غالبة المشاركين بمستوى متوسط والقليل مستواهم ضعيف أو البعض لا علاقة له بالكتابة وهؤلاء قلة. ولكن ما أزعجني بداية هو التهافت على الألقاب الغريبة على شاكلة رئيس مجلس إدارة المجموعة، ومدير عام المجموعة، كنت أسخر من هؤلاء ومازلت، فنحن في بيئة افتراضية متحررة من تلك الضوابط والرسميات التي لا تحمل أي معنى حقيقي بالأخص هناك. ولكن يبدو أن البعض مازال يشعر بنقص يريد إشباعه في عالم افتراضي يسهل فيه رسم صو زائفة عن نفسك.

رغم ذلك يمكنني تجاوز الألقاب والرسميات الغير مبررة، ولكن حين صرت اتعامل مع مجموعات أكثر وأكثر؛ بدأت ألاحظ أشياء غريبة، وهي تلك المجموعات التي توزع شهادات صدمني مشاهدتها أول مرة. وهذا لأني أرى الغاية من العالم الإقتراضي هو التعاون وتشجيع بضنا البعض، وتقديم إرشادات كل منا للآخر حتى نرتقي، وتعم الفائدة. ولكن الواقع الافتراضي يختلف عن أفكاري. فالبعض يعطي شهادات يسميها دكتوراه فخرية في الأدب. وآخر يعطي نوبل للأدب وكمية تسميات مهازل لهذه الشهادات منعدمة القيمة لا حصر لها، حين شاهدتها أول مرة ذهلت ومازلت إلى الآن. فأنا غير قادر على تصديق أن هناك من يتعامل مع الأمر بجدية. بل وهناك من يسمي نفسه دكتورا بعد حصوله على تلك الأوهام الإفتراضية المثيرة للشفقة.

تلك الأمور أرى البعض ينتقدها والبعض الآخر يراها أمرا طبيعيا، وكل الآراء تحترم. لكن الكثيرين يتعاملون مع الأمر بشكل مثير للإستغراب، ومازلت غير قادر على استيعاب هذا . ولكن ذلك يبقى أمرا يسيرا رغم انزعاجي منه، حين أقارنه بالمصيبة الأكبر
هذه المصيبة يا سادة هي ما يسميها أصحايها المسابقات العالمية الكونية ، من غريب أن تجد مجموعة أدبية مكونة من ثلاثة أفراد أو قل عشرة أفراد أو عشرين فلن نختلف على العدد، ولكن المشكلة أن نجدهم يطلقون أسماء على شاكلة المسابقة الأولى على الوطن العربية، وتلك المسميات التي لا تليق، والتي لا نراها إلا في الإعلانات عن شامبو الشعر رقم واحد في العالم. هي تليق بالشامبو والصابون ولا تليق بأن تكون على مستوى أدبي. فنحن لسنا أطفالا لنصدق العناوين الرنانة.

وحتى يطلق أي إنسان على مسابقة نظمها أسماء بهذا الشكل. عليه أن يمتلك كيانا على أرض الواقع وكيانا كبيرا له فروع في أكثر من دولة، وخاضع للقوانين، ولديه تمويل وإدارة، ولكن ما نراه هو مهازل.

 

خلاصة القول

 

بناءً على ما سبق، يمكننا القول أن الوسط الأدبي “الافتراضي” قد تغير كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية. حيث شهد زيادة في عدد المنصات الأدبية والمشاركين فيها، ومع ذلك، فإن بعض هذه المجموعات تستخدم شروطًا غريبة وشهادات مزيفة، وذلك  بدلاً من التركيز على الإبداع والتشجيع وتقديم دعم قدر المستطاع

في النهاية، يجب أن يكون هدفنا الرئيسي هو تشجيع الإبداع وتوفير بيئة تُحفّز على الكتابة، حيث يمكن للمشاركين التعلم والتطور والنمو. وهذا لن يكون إلا من خلال النصح الصادق والتوجيه. يجب علينا أيضاً التركيز على الجوانب الإيجابية من الوسط الأدبي الافتراضي. كوجود مبدعين شباب يملكون موهبة تستحق الدعم، ووجود عالم افتراضي يتيح للجميع التعلم وتقديم نفسه بلا قيود.

يبقى السؤال بغير جواب، لماذا ينساق الكاتب وراء تلك الأوهام، عادة لا أنتقد المنافق أو النصاب، لأن كل إنسان يقوم بوظيفته في الحياة، ولكني ألوم من رأى أمرا لا يليق وصمت أو سايره. وأبقى غير قادر على استيعاب ما أراه. ولكن ستبقى المهازل دوما، وعن نفسي لا أحب توعية أحد، فالكل اراه عاقلا وذكيا بما يكفي ليدرك الحقيقة، ولكني أطرح وجهة نظري ورأي الشخصي الغير ملزم، والغير مهم على كل حال، وكل إنسان حر فيما تصنعه يده وما يقحم نفسه فيه.

إدعمنا بمشاركة المقال

2 thoughts on “الشهادات الإفتراضية ومشكلة المجموعات الأدبية

  1. أنا أول مرة أحصل على شهادة دكتوراه فخرية رفضتها، لأني شعرت الأمر هزلي كما تقول. لكن يبقى هناك الكثير من الكيانات الأدبية المحترمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *